Inaugurales

 

Exposition de Oussema Troudi, à la galerie A.Gorgi, Mai 2014.

 

 

Pour leurs textes et leur soutien, merci à Naceur Ben Cheikh, Saloua Mestiri, Asma Ghiloufi, Mohamed Nejib Mnasser et Slimen Elkamel.


Œuvres

Démarche

Ouverture de l'exposition


 

مَاَ يفْعَـلهُ، الآنَ وَ هُنَا، أسَامَة الطّرُودي الفَـنَّانُ، مِنْ خِلَالِ مَا يُـقَـدِّمُـهُ فـِي فَضَاءِ العَرْضِ هَـذَا، يَخْـرُجُ، بِالضَّرُورَةِ، عَـنِ السِّـيَاقِ العـَامِّ الذِي يَـقَـعُ فـِيه تَـبَادُلُ القِـيَـمِ الـرَّمْزِيَّـةِ المَنْـقُـولَـةِ، دَاخِـلَ السُّـوقِ التّـونِسِيَّـةِ المُـفْـتَـرَضَةِ لِلفَـنِّ المُعَـاصِرِ وَهُـوَ فِعْـلٌ يَحْـمِلُ فِـي طَـيَّـاتِـهِ إِحَـالَاتٍ تُعِيدُ لِلـمُمَارَسَـةِ الفَـنِّـيَّةِ بُعْدَهَا الطّـقُـوسِيَّ وتَجْعَـلُ مِـنْ إنْـتَـاجِ الأغْـرَاضِ الـفَـنِّـيَّـةِ، المَعْـرُوضَةِ للـتَّـبَـادُلِ، إنْـتَـاجًـــا لِلمَعْـنَى، بِالعَـوْدِ إِلَى اعْـتِـبَارِ الـمَغْنَى مَـدْخَلًا بَـدْئِـيًّـا لِـتَـفَهُّـمِ مَعْنَى الوُجُودِ، "تَجْـذِيـرًا لِلـكَـيَـانِ" كَـمَا يُـشِـيـرُ إلَى ذَلِكَ عُـنْـوان المسعدي. فَهُـوَ إذًا فِـعْـلٌ تَـأوِيـلِيٌّ يَشْــتَرِطُ تَـبَــادُلُ مَا يَنْــتُــجُ عَـنْهُ مِـنْ أَغْـرَاضٍ تَجَاوُزَ الـتَّـقْـسِـيـــمِ الـتَّـبْـضِيـعــِـيّ الـذِي تَـتَـأَسَّـسُ فِـي إِطَارِهِ العَلَاقَـةُ بَـيْـنَ عَـمَـلِيَّـةِ التَّـأوِيـلِ كَـتَـشْـفِـيــرٍ وَ عَـمَـلِـيَّـةُ التَّـلَـقِّـي كَاسْـتِـعْـمَالٍ مُـبَـرْمَـج لِلـمَـفَـاتِـيـحِ. لِأَنَّ مَـا يُـقَـدِّمُـهُ لَـنَـا أسامـــــة لَـيْـسَ رِسَـالَـة مُـشَـفَّـرَةً تَـتَـطَلَّـبُ أَنْ يَكُونَ مُـتَـلَـقِّـيهَا قَـادِرًا عَـلَى قِـرَاءَتِـهَـا، مُـتَمَـكِّـنًا مِـنْ مَضْمُونِ كَـلِـمَاتِهَــا التِي يُحِـيـلُ عَلَـيْهَــا تَسَلْسُــــلُ حُرُوفِـهَـا فِي سِـيَاقِ مَـعْـنَاهَا. فَـبِالإِضَافَـةِ إِلَى مَا يُـشِـيرُ إِلَيْـهِ البَلَاغِيُّـونَ مِنْ فُـقَـهَاءِ اللّغَـةِ وَ الدِّيـنِ مِـثـلَ الشَّـيْـخِ محمّــد متولّــــي الشّعراوي الذِي يَـكْـتُـبُ فِي مَوْقِع "الأرْقام" بِالويب أَنَّ "الحُرُوفَ لَهَا أَسْمَــــاء وَلَهَا مُسَمَّيـَــــــات... فَالنَّــاسُ حِيـنَ يَـتَـكَـلّـمُونَ يَـنْـطِـقُـونَ بِمُسَمَّى الحَرْفِ وَلَيْسَ بِاسْمِهِ...  فَعِنْـدَمَا تَـقُولُ كَــتَــبَ تَـنْطِـقُ بِـمُسَمَّيـَــاتِ الحُرُوفِ. فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَـنْطِقَ بِأَسْـمَائِهَا تَـقُـولُ كَــافْ وَ تَــــاءْ وَ بَـــاءْ ... وَلَا يُمْـكـِنُ أَنْ يَـنْـطِـقَ بِأَسْمَاءِ الحُرُوفِ إِلّا مَنْ تَعَلّـــمَ وَ دَرَسَ، أَمَّا ذَلِكَ الذِي لَمْ يَتَعَـلّــمْ فَـقَـدْ يَنْطِقُ بِمُسَمَّـيَاتِ الحُرُوفِ وَلَكِـنَّهُ لَا يَنْطِـقُ بِأَسْـمَائِـهَا "، يُمْكِـنُـنَا القَـوْلُ بِأَنَّ مَا يُحِيلُ عَلَيْهِ اِسْمُ الحَرْفِ لَيْسَ صَوْتًا يُنْـطَـقُ يَـتَـغَـيَّــــــرُ شَكْـلُهُ وَ تَصْرِيـفُهُ بِـتَغَـيُّــرِ مَوْضِعِهِ فِي سِيَـاقِ المَعْـنَى بَــلْ اِسْمٌ عَلَمٌ يَـشْـتَـرِكُ مَعَ بَـقِـيَّةِ أَسْمَاءِ حُرُوفِ الأبْـجَــدِيَّــةِ بِكَـوْنِهِ مِنْ عُيُـــــونِ المَعَانِي وَ أَسَاسُ الكَلِمِ الذِي كَانَ فِي البَدْءِ.

 

وَ القَـوْلُ بِأنَّ اِسْمَ الحَرْفِ، الغَـيْرَ المُسَمَّى، هُوَ عَيْنُ الَمَعْنَى وَ لَا يَقْــــــدِرُ عَلَى نُطْـقِـهِ "إلّا مَنْ تَعَـلّمَ وَ دَرَسَ" يَجْعَـلُ مِنَ الـقُـدْرَةِ عَلَى القِـرَاءَةِ الَمَرْتَبَةَ الدُّنْـيَا التِي تَعْلُوهَا مَرْتَبَةُ العِلْمِ بِالدَّرْسِ. وَ كَأَنِّــــــي بِالشَّيـْـــخِ يَضَعُ النُّطْقَ بِالأسْمَاءِ فِـي حَيِّـزٍ مَعْـرِفِيٍّ يَتَجَاوَزُ قِـرَاءَةَ الحُرُوفِ بمُسَمَّـيـَاتِهَا وَهُوَ فَضَـــــاءُ الشَّهَـادَةِ حَيْثُ لَا يَتَـمَكَّـنُ المُشَاهِــدُ مِنَ الوُلُوجِ إِلَيْهِ إلّا بِـرَفْعِ نَـفْسِهِ إلَى مَقَامِ الشَّاهِـدِ. وَ النُّطْقُ بِأَسْمَــــــــــاءِ الحُرُوفِ لَيْسَ بِالقِرَاءَةِ بِقَدْرِ مَا هُوَ مُشَاهـَـــدَةٌ عَيْـنِيَّـة لِعُيُونِ المَعَانِي وَ هِيَ العَلامَـــــــاتُ الأعْلامُ التِي، رَغْمَ قِـلّةِ عَدَدِهَا، تَـسَعُ الأسْمَاءَ كُـلّهَا. وَ قِرَاءَةُ الكِتَابِ، كِتَـابِ الوُجـُــودِ، شَأنٌ إِنْسَانِيٌّ يَـقُـومُ عَـلَيْهِ المَخْلُوقُ بِأَمْـــــرٍ مِنْ خَالِقِه وَ بِاسْمِهِ. وَ بِصِــفَـتِهِ تِلْكَ يُمَثِّـلُ تَأوِيلًا (بِمَعْنَى العَوْدِ إِلَى الأَوَّلِ) تَكُونُ فِيــــــهِ إِعَادَةُ البَدْءِ إِبْدَاعًـــــــا مُتَوَاصِلًا مَعَ مَعنَى الوُجُودِ المُتَجَدِّدِ فِي كُلِّ حِينٍ وَ آنٍ وَ غَيْرَ نَافٍ لِمَا سَبَقَ.

 

وَ مَا جَاءَ عَنْ لِسَانِ مَشَايِخِ المُسْلِمِينَ مِنْ أَنَّ أَسْمَاءَ الحُرُوفِ تَخْتَلِفُ عَنْ مُسَمَّيَاتِها يَلْـتَـقِي بِمَا كَتَبَهُ پول كلي الرَّسَّــامُ مِنْ أَنَّ الحَرْفَ يَحْجِبُ المَعْنَى وَ المَعْنَــــــى يَحْجِبُ الحَرْفَ. وَ بِالإِبْصَارِ فِيمَا أَنْجَزَهُ الطّرودي مِنْ أَلْوَاحٍ وَفِيمَا خَطَّــــــهُ عَلَيْهَا مِنْ حُرُوفٍ مُقَطّعَةٍ، قَامَ بِتَغْطِيَتِــــــــــــــهَا بِحِجَابٍ مِنَ النُّورِ الَلّوْنِيِّ، شَـفَّـفَـهُ مَا أَمْكَنَ، لِيَجْعَلَ مِنْ رُؤْيـَـــــــةِ أَسْمَاءِ الحُرُوفِ تَعْوِيضًا رَمْزِيًّا عَمَّا يَسْتَحِيلُ سَمَاعُهُ وَ لِأَنَّ أَسْمَاءَ الحُرُوفِ لَا تُنْطَقُ وَهِيَ مِنَ الشَّهَادَةِ التِي لَا تُـقْـرَأ وَ لِأَنَّ تَأوِيـــلَ المَفَاتِيحِ تَـشْفِيرٌ وَ التَّـشْفِيرُ فِي هَذَا المَقَامِ تَشْفِيفٌ للكَلِمَـــاتِ، يُمَكِّنُ المُشَاهِدَ مِن اِختِرَاقِ المَعْنَى وَ مِنْ فَتْحِ قَلْبِهِ وَ عَقْلِــهِ وَ جَوَارِحِهِ لِرُؤْيَةِ مَـــــا لَا يُرَى وَ سَمَاعِ مَا لَا يُسْمَعُ ... وَ فِي زَمَنٍ تَحَوَّلَتْ فِيهِ الشَّهَادَةُ إِلَى مُشَاهَدَةٍ وَ عِبَادَةٍ لِلصُّـوَرِ، بَعْدَ أَنْ وَقَعَ تَسـْـوِيرُ السـُـوَرِ وَ تَصْنِيمُ الأَلْوَاحِ وَ تَبْضِيعُهَا وَ نُصِّــبَ فِيـــــهِ المُشَاهِدُ شَاهِدَ زُورٍ... يُمْكِنُنَا القَوْلُ بِأَنَّ لَوْحَاتِ أسامة تُمَثِّـلُ "مُكُوثًا" فِي وَجْهِ المُؤْتَمِرِينَ بِغَيْرِ الله وَ ثُبُوتًا عَلَى الرَّأيِ الفَاتِحِ لِلآفَاقِ.


 أكودة في فاتح ماي 2014
ناصر بن الشيخ


   Au tout début, une vacuité, un espace de disponibilité. Un champ que le geste sillonne pour des traces à même le limon blanc. Consentant et vibrant, il s’ouvre, chair rainée et trainées de moulures, fendues, frottées, raclées, lignes courbées et tendues toujours reprises, tantôt comparables, tantôt dissemblables.

 

   Le regard circulant cherche un centre, un point culminant mais nul point de vue unique, nul point de certitude. Chaque trace est première, chaque trace est dernière.

 

   Crépitement d’irruptions, plus ou moins étendues, plus ou moins rapides, pour une palpitation du vide d’où émergent, cernés entre deux limites, les signes.

 

   Dévoilé par ces sillons déployés, le vide se mut en présence. Un accomplissement qui intègre l’infini au cœur du signe pour une écriture en abime qui évase et qui structure, donnant au silence, son inaugural, le lieu de se manifester, univers, par le lacté et le macassar, le blafard et l’incarnat, la terre d’ombre, le lapis-lazuli et la malachite, révélé .

 

   Marquée par sa double frontière, l’embrasure erre. En perte de repères, elle s’invente première. Fuyante, hors du cadre, elle se multiplie et se ramasse, s’étale et s’élève, psalmodie, voie à l’épreuve du geste pour qu’advienne le son... ineffable.

 

   Le chant des cygnes, écho des doubles rives, surgissant du centre, résonne, écriture de la marge, bruissement du néant.

 

   Par le souffle propagé, sur la toile constellée par une pluie bénite, le geste et la ligne s’accordent dans une chorégraphie inédite. Le va et vient des outils sillonne la surface pour que se fraye un passage, pour qu’advienne l’infiniment rien, cet indicible qui, tout des arcanes de la toile se prolonge à travers les lettres. Incarnation du respir, elles sont notes de musique et poème visuel, tissant des correspondances dans une création en marche pour un miroitement du sens à travers des corps qui n’en finissent pas d’advenir.

 

   Comme la glaise ne peut ne pas germer, la toile elle aussi, ne peut ne pas jaillir de ce qui l’habite et nous échappe... Révélées labours, composition mesurée et méthodique, pulsations, elles sont traits d’union entre le monde du silence et le bruit du dehors...

Trace intervalle, source inépuisable, dans la voie du non sens, du non savoir et du firmament.

 

   Musique et signes en creux, bien au delà des lettres et des mots fusent alors d’un sens que seule l’oreille du souffle saisit. Oussema Troudi, se hasarde ici, dans l’écriture du vide à travers la plasticité des signes en creux, corps ouverts sur leur centre. Affrontant le gâchis du langage, il rejoint pour reprendre les termes de Roland Barthes, ce « langage de l’imaginaire (qui) ne serait rien d’autre que l’utopie du langage, langage tout à la fois originel, paradisiaque, langage d’Adam... », à travers des traces qui s’offrent illimitées. Soustraites au blanc de la toile, elles sont silence, apparition, résurgence... Expression de la nostalgie pour laquelle Oussema s’engage transcendant les lettres par la voie de la ligne, khat, qui, de même origine que khatwa, pas, enjambée, marche et périple, dit la symbolique du trajet et du cheminement.

 

   Pratique inédite, son expérience, qui a pour objet les lettres inaugurales, maintenues en suspens, entre deux rives, met en exergue cette perte d’Origine qu’il entreprend, par son geste soutenu, de donner à rêver... Nul geste de calame, nul usage de l’encre ici, nul traçage de la lettre, le geste même artisanal, n’est point calligraphique.

 

 

Saloua Mestiri

universitaire et poète



                                  حرف أهوج و لا "فـــــجّ إبليـــس"

 

 

الحرف قوليّة ومخلوقيّة بالأساس، لكن أسامة الطرودي يحمله عبأ الفضاء وعبأ المادة وعبأ اللون فلا هو قائل ولا هو مخلوق. الحرف في عمله امتداد فهو طول فعرض فارتفاع فلا مجال للعبارة الضيقة ولا هي كتابة متعالية عن اللغة.

هي المنطوق متخلّصا من عبئ المعنى، كاف فهاء فصاد فواو، تتحوّل شخوصا تتخذ الزوايا مسكنا. يعشق أسامة الخيمياء، متعة التجربة وخبايا المادة.

ما الذي حدث ؟

ما الذي سيحدث ؟

أن نقطع مثلا ماسحة منزلية في شكل مشط،

و نكرّها على مساحة،

هو أن نترك للصدفة بيتا تسكنه،

فماذا لو حادت الخطوط إلى اليمين قليلا،

أو إلى الشمال قليلا ؟

سنكون سعداء،

فلن نقول غير ما قلنا،

أو أكثر قليلا،

أو أقلّ قليلا،

 

 

ينتظر منّا البعض بهذا النصّ أن نعينهم على فهم فعل أسامة التشكيلي

قليلا،

كأن نقول أنه من الناحية الاستيطيقية هو كذا ؟

وهو سيميوليجيا بني كذا ؟

وأنّ أسامة هو الرافض لإنتاج وأدبيات وجماليات ما بعد "الثورة التونسية"

مثلا ؟

هذا كله عصيّ على فهمي !

عمل أسامة الطرودي هو فعلا "فعل مقاومة"

دون تحميل العبارة أبعادا عجائبية وغرائبية،

لا بدّ أن نقنع النفس أنّ مكاننا خارج "فــجّ إبليــس"،

خارج سطوة الحرف و سطوة المعنى،

و أنّ المادة كما الشكل تماما عضويتان،

إن لم يكونا قوت اليوم،

كانا سماد الغد...

 

محمد نجـيـب منصّر